top of page

الإضراب وتأثيره على العملية التربوية في إقليم كردستان بين الحقوق والتحديات

  • صورة الكاتب: یەكێتی مامۆستایانی كوردستان
    یەكێتی مامۆستایانی كوردستان
  • 24 فبراير
  • 2 دقائق قراءة

يعد الإضراب إحدى الوسائل الأساسية التي يلجأ إليها المعلمون للمطالبة بحقوقهم وتحقيق مطالبهم المشروعة في إقليم كوردستان شهد القطاع التعليمي خلال السنوات الماضية العديد من الإضرابات نتيجة لتأخر صرف الرواتب وتدني الأجور وضعف التمويل المخصص لقطاع التعليم مما أثر بشكل مباشر على استقرار العملية التعليمية وأدى إلى انعكاسات سلبية على الطلاب وأولياء الأمور والمجتمع ككل

أسباب الإضرابات في إقليم كوردستان

يواجه المعلمون في إقليم كردستان تحديات كبيرة دفعتهم إلى اللجوء للإضراب كوسيلة للضغط على الجهات المسؤولة ومن أبرز هذه التحديات 1 التأخير في دفع الرواتب حيث يعاني المعلمون من عدم انتظام استلام رواتبهم مما يؤثر على حياتهم المعيشية 2 انخفاض الرواتب مقارنة بتكاليف المعيشة مع ارتفاع الأسعار والتضخم الاقتصادي أصبحت رواتب المعلمين غير كافية لتلبية احتياجاتهم الأساسية 3 نقص الموارد والإمكانيات التعليمية حيث تواجه المدارس في الإقليم نقصا في الكتب المدرسية والبنية التحتية والوسائل التعليمية الحديثة 4 عدم وضوح سياسات التوظيف والترقيات حيث يشعر العديد من المعلمين بعدم وجود آلية واضحة تضمن لهم التطور المهني والاستقرار الوظيفي

التأثير السلبي للإضراب على العملية التربوية

على الرغم من مشروعية مطالب المعلمين إلا أن الإضراب المستمر يترك تأثيرات سلبية على العملية التعليمية ومنها انقطاع التعليم وتأخر المناهج يؤثر الإضراب على انتظام الدروس مما يؤدي إلى تأخير استكمال المناهج الدراسية ويجعل من الصعب على الطلاب استيعاب المواد المطلوبة ضعف التحصيل الدراسي يؤدي غياب المعلمين لفترات طويلة إلى انخفاض مستوى التحصيل العلمي لدى الطلاب خاصة في المراحل الدراسية الحرجة مثل المراحل النهائية والامتحانات الرسمية ارتفاع معدلات التسرب المدرسي يساهم الإضراب في فقدان الطلاب للحافز التعليمي مما قد يدفع بعضهم إلى ترك الدراسة خاصة في المناطق الفقيرة الإضرار بثقة المجتمع في النظام التعليمي قد تؤدي الإضرابات المتكررة إلى فقدان الثقة في استقرار النظام التعليمي مما يدفع أولياء الأمور للبحث عن بدائل مثل المدارس الخاصة أو التعليم خارج الإقليم الضغط النفسي على الطلاب يسبب انقطاع الدراسة وعدم وضوح مستقبل العام الدراسي قلقا وتوترا نفسيا لدى الطلاب خاصة مع اقتراب الامتحانات

البحث عن حلول متوازنة

من الضروري البحث عن حلول متوازنة تضمن حقوق المعلمين دون الإضرار بالعملية التعليمية ويمكن تحقيق ذلك من خلال تحسين أوضاع المعلمين المعيشية وضع آلية منتظمة لصرف الرواتب وزيادة الأجور بما يتناسب مع تكاليف المعيشة تعزيز الحوار بين المعلمين والحكومة تشكيل لجان مشتركة تضمن التفاوض المستمر بين المعلمين والجهات الرسمية للوصول إلى حلول وسطية إصلاح نظام التعليم زيادة الاستثمار في قطاع التعليم وتحسين بيئة المدارس وتوفير الموارد اللازمة إيجاد بدائل للإضراب مثل تنظيم وقفات احتجاجية بعد ساعات الدوام الرسمي أو تنفيذ برامج توعوية للضغط دون تعطيل الدراسة

يبقى الإضراب سلاحا ذا حدين فهو وسيلة مشروعة لنيل الحقوق لكنه في الوقت ذاته يؤثر بشكل مباشر على الطلاب والمجتمع لذا من الضروري العمل على إيجاد حلول مستدامة تضمن للمعلمين حقوقهم المشروعة دون أن تكون على حساب مستقبل الأجيال القادمة التعليم هو الركيزة الأساسية لأي مجتمع ويجب أن يكون هناك توازن بين المطالب العمالية والحفاظ على حق الطلاب في التعلم.

احمد صابر

رئيس اتحاد معلمي كوردستان-العراق


Comments


bottom of page